وللوقاية والعلاج من الغيرة المذمومة ينصح بـ :
- التعرف على الأسباب وعلاجها، فإذا وقفت – عزيزي المربي أثناء قراءتك على
أحد أسباب هذه الظاهرة التي يعاني منها ولدك؛ فبادر إلى علاجها.
- أشعر ولدك بقيمته ومكانته في الأسرة والمدرسة وبين الزملاء، وتفهم الفروق التي بينه وبين اخوته.
- علّم أبناءك أنّ الحياة أخذ وعطاء وأن الله تعالى يمنح كل عبد من عباده
نعم ومميزات خاصة به، ودرّبهم على التفكر فيما لديهم من النعم وعلى
استشعار الحمد والشكر لله تعالى عليها.
- إذا كان أبناؤك في مرحلة متقدمة من طفولتهم، فانقلهم من الغيرة المذمومة
إلى التنافس في الخيرات، قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ
الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26]، والغبطة المحمودة التي تدعو المرء أن
يقلد غيره في صنائع المعروف وسبل الخير كلها التي يتقرب فيها إلى الله
تعالى، ومما يثبت هذه المعاني في نفوس الأبناء تلقينهم حديث النبي صلى
الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا على الاثنين رجل آتاة الله القرآن فهو
يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل
وآناء النهار) [أخرجة البخاري].
- أشبع أبنائك بمشاعر الثقة في أنفسهم، وبصّرهم بما منحهم الله تعالى من
قدرات ومواهب، فإن ذلك يخفف من الشعور بالنقص أو العجز الذي يؤجج مشاعر
الغيرة في نفوسهم.
- اجعل تعاملك مع أبنائك قائماً على أساس المساواة والعدل، دون تمييز أو
تفضيل ابن على آخر، مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته، فلا تحيز ولا
امتيازات بل معاملة عادلة لجميع الأبناء.
- ابتعد عن المقارنة الصريحة بين الأبناء، فكل طفل له شخصية مستقلة لها استعداداتها ومزاياها الخاصة بها.
- المساواة في المعاملة بين البنين والبنات، لأن التفرقة في المعاملة تؤدى
إلى شعور الأولاد بالغرور والاستعلاء مما يثير مشاعر الغيرة عند البنات.
- تشجيع الأبناء على تنمية مواهبهم وهواياتهم المختلفة، مثل جمع الطوابع
والقراءة وألعاب الكمبيوتر وغير ذلك.. وبذلك يتفوق كل ٌمنهم في ناحية،
وتبرز الفروق الفردية بينهم، ويصبح تقييمه وتقديره بلا مقارنة مع الآخرين
- تعويد الطفل على السعي للتفوق، وتقبل الهزيمة، بحيث يعمل على تحقيق
النجاح ببذل الجهد المناسب، دون أن يغار من تفوق الآخرين عليه، بالصورة
التي تدفعه لفقد الثقة بنفسه.
- عدم إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض، لأن هذا يثير الغيرة بين
الأخوة الأصحاء، وتبدو مظاهرها في كراهية الطفل المريض وغيرها من مظاهر
الغيرة الظاهرة أو المستترة .
- في حالة انتظار الأسرة لمولود جديد، فلابد من تهيئة الطفل لهذا الحدث،
مع مراعاة فطامه وجدانياً تدريجياً بقدر الإمكان، مع مراعاة عدم الاطمئنان
التام لسلوك الابن الأكبر مع أخيه الوليد، حتى وإن لم تصدر عنه مظاهر تدل
على غيرته، لأنها موجودة بداخله، فهو يحتاج إلى زيادة احتواء الوالدين له
مع الحذر .
وعندما يصل المولود بسلامة الله فلا يجوز إهمال الطفل الكبير وإعطاء
الصغير عناية أكثر مما يلزمه، بل يعطَ المولود من العناية بقدر حاجته،
ويصرف قدر كبير من الاهتمام للطفل الأكبر لامتصاص شحنة الغيرة التي تكون
في أعلى معدلاتها في تلك الأوقات.
- احتواء الطفل عاطفيًا يساعده في تجاوز المشاعر المؤلمة التي تصاحب حالة
الغيرة الأخوية، فكلما رأيته يسيء التصرف، تقرّب إليه، وأشعره بمدى حبك
العميق، وحب اخوته له، حتى تهدأ نفسه، ويطيب خاطره.
وأخيراً..عزيزي المربي
إنّ تعليم الأبناء قيم التنافس الشريف وإحلالها مكان
الغيرة المذمومة، من شأنه أن يساعد الأبناء على تنمية كفاءاتهم، فالتنافس
يحرّك في الإنسان عامة- فضلاً عن الطفل- مشاعر وطاقات مكنونة قد لا يعرفها
من نفسه، أو يفطن لوجودها بين جنبيه إلا عندما يضع نفسه في منافسة قرينٍ
له ومحاولة الفوز عليه.
وفي كل الأحوال لابد أن يجد الأبناء يد الوالدين الحانية تمتد إليهم
وتساعدهم في التغلب على ما ينتابهم من مشاعر مؤلمة، أو خبرات سيئة، فبالحب
والاحتواء نستطيع أن نزرع حب الخير في نفوسهم.