يمكننا أن نقي أطفالنا من مشاعر الخجل والانطواء على الذات من خلال اتباع التعليم الآتية :
توفير الجو الهادئ للأطفال في البيت ، وعدم تعرضهم للمواقف التي تؤثر في
نفوسهم وتشعرهم بالقلق والخوف وعدم الاطمئنان ، ويتحقق ذلك بتجنب القسوة
في معاملتهم والمشاحنات والمشاجرات التي تتم بين الوالدين ؛ لأن ذلك
يجعلهم قلقين يخشون الاختلاط بالآخرين ويفضلون الانطواء وعدم مواجهة
الحياة بثقة واطمئنان .
كما يتحتم على الآباء والأمهات أن يوفروا لأولادهم الصغار قدرًا معقولاً
من الحب والعطف والحنان ، وعدم نقدهم وتعريضهم للإهانة ، أو التحقير ،
وخصوصـًا أمام أصدقائهم لأن النقد الشديد والإهانة والتحقير الزائد على
اللزوم يشعر الطفل بأنه غير مرغوب فيه ، ويقعده عن القيام بكثير من
الأعمال ، ويزيد من خجله وانطوائه .
ينبغي على الأم إخفاء قلقها الزائد ولهفتها على طفلها ، وأن تتيح له
الفرصة للاعتماد على نفسه ومواجهة بعض المواقف التي قد تؤذيه بهدوء وثقة ،
فكل إنسان كما يؤكد علماء النفس لديه غريزة طبيعية يولد بها تدفعه
للمحافظة على نفسه وتجنب المخاطر ، والطفل يستطيع أن يحافظ على نفسه أمام
الخطر الذي قد يواجهه بغريزته الطبيعية .
أن يهتم الوالدان بتعويد أطفالهما الصغار على الاجتماع بالناس سواء بجلب
الأصدقاء إلى المنزل لهم بشكل دائم ، أو مصاحبتهم لآبائهم وأمهاتهم في
زيارة الأصدقاء والأقارب أو الطلب منهم برفق ليتحدثوا أمام غيرهم سواء كان
المتحدث إليهم كبارًا أو صغارًا .
ابتعاد الوالدين عن التدليل المفرط للطفل ، وتعويده على الاعتماد على ذاته
في ارتدائه ملابسه وحذائه وغيرهما من الأمور الأخرى ، فكلما كان الطفل
مدللاً معتمدًا على أبويه ، وكان نضجه الانفعالي غير كامل ، وكلما كان
بعيدًا عن الاعتماد على ذاته في الأمور الصغيرة ، كلما نشأ خجولاً ، كما
ينبغي على المعلم في المدرسة أن يقوم ببث الثقة في نفوس التلاميذ
ومعاملاتهم بالمساواة دون تحيز ، والبعد عن مقارنة الأطفال بمن هم أكثر
حظـًا منهم ، سواء في الاستعداد الذهني أو الجسمي ، أو من حيث الوسامة ،
أو القدرات والاستعدادات الاجتماعية ؛ لأن مثل هذه المقارنات تضعف ثقة
الطفل بنفسه.